الجمعة، 18 أغسطس 2017

ما مدى صحة الأحاديث التي تقول بأن الرسول سُحر؟ (سيد قطب)

وقد وردت روايات - بعضها صحيح ولكنه غير متواتر - أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم - في المدينة. . قيل أياما، وقيل أشهرا.. حتى كان يخيل إليه أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهن في رواية، وحتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله في رواية، وأن السورتين [المعوذتين] نزلتا رقية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما استحضر السحر المقصود - كما أخبر في رؤياه - وقرأ السورتين انحلت العقد، وذهب عنه السوء

ولكن هذه الروايات تخالف أصل العصمة النبوية في الفعل والتبليغ، ولا تستقيم مع الاعتقاد بأن كل فعل من أفعاله - صلى الله عليه وسلم - وكل قول من أقواله سنة وشريعة، كما أنها تصطدم بنفي القرآن عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه مسحور، وتكذيب المشركين فيما كانوا يدعونه من هذا الإفك. ومن ثم تستبعد هذه الروايات.. وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة. والمرجع هو القرآن. والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد. وهذه الروايات ليست من المتواتر. فضلا على أن نزول هاتين السورتين في مكة هو الراجح. مما يوهن أساس الروايات الأخرى

سيد قطب - في ظلال القرآن

هناك 5 تعليقات:

  1. هذا هو الغلو في التكذيب، فتصبحون بذلك كالمغالون في الإعجاز
    موسى عليه السلام سحر، ومحمد صلى الله عليه وسلم سحر والأحاديث الصحيحة المتصلة سندا إليه عليه الصلاة والسلام شاهدة على ذلك ولا ينافي العصمة لأنها متعلقة بالتبليغ وما سوى ذلك فهو بشر مثلنا
    قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ

    ردحذف
    الردود
    1. من المضحك المبكي أن يدافع المسلمون أنفسهم على هذه الروايات الي تتهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بما اتهمه كفار قريش! ولله في خلقه شؤون.

      حذف

    2. اخي الكريم كيف سحر موسى ؟أن كنت تقول ان السحره سحروا عيناه بواسطة الشياطين او الجن فقد وقعت في خطأ كبير وذهبت الى خلاف ما قالوبه اكثر واعلم مفسري اهل السنه في تفسير (يخيل اليه ) (فأوجس في نفسه خيفه) فقد ثبت انهم استعملوا الزئبق ولطخوا حبالهم وعصيهم فكل ما تعرضت للحرراره تحرك وخيل لعم انها تسعى واما خوف موسى وهوا ان يلتبس الأمر على الناس فيضلوا لان السحره قاموا بعمل ما يشبه معجزته فخشي موسى ان يلتب على الناس ويضلون .
      وحين تعود الى القران الكريم تجد الىيات الكريمه وفيره تنفي هذه الروايات التي لاتصح (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
      )وقوله ( إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ) أذآ من يقول بسحر النبي فهوا من الظالمين

      حذف
  2. ثم إن في متن وسند هذا الحديث العديد من الثغرات والأخطاء غير المنطقية..
    هذا الحديث رواه هشام بن عروة عن عروة (فقط) عن عائشة رضي الله عنها (فقط) وهذا يجعله حديث غريب في مصطلح الحديث وهو الذي رواه آحاد في أحد طبقاته، وإذا كان الرسول يخيل إليه أنه يأتي أهله فلما لم يرو ذلك إلا السيدة عائشة ولم تروه بقية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان يخيل إليه أن يفعل الشيء ولا يفعله فكيف لم يرو ذلك أحد من الصحابة الكرام؟! وعلى حسب ما روي فإنه ذهب بجمع من الصحابة ثم أمر بردم البئر فكيف لم يروِ ذلك أحد من الصحابة! ثم إن الصحابة رضوان الله عليهم حرصوا على رواية أدق تفاصيل حياة النبي المصطفى مهما كانت صغيرة أو يعتبرها البعض بلا أهمية ورووا عنه كسر رباعيته وشج رأسه فكيف لا يأبهون بحدث مثل سحر النبي المعصوم؟ وفوق كل ذلك ذهب جمع من علماء السلف والخلف على أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت لما قد يقع من خطأ أو خلط من الطبيعة البشرية.. هذا من ناحية السند..

    أما من ناحية المتن فهناك عدة أمور، أولها قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الشيطان إذا رآه في طريق سلك طريقًا غيره، فهل لم تقدر الشياطين على عمر بن الخطاب لكنها قدرت على سيد البشر؟!
    ثانيًا: كيف للنبي الذي سن الأذكار ونزل عليه القرآن أن يُسحر؟ أين الرقى وبقية التحصينات؟ بل إنه الرجل الذي نزل عليه القرآن!!
    ثالثًا: قال الله تعالى عن الشيطان (ليس له سلطان على الذين امنوا) ألم يكن الرسول مشمولًا في هذه الآية مثلًا؟ حاشاه صلى الله عليه وسلم.
    رابعًا: ذُكر في بعض الروايات أن الرسول كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، ويقول مثبتو هذا الحديث أن تبليغ القرآن ليس له علاقة بذلك، ولكن لا يوجد دليل من الحديث المروي أنه استثنى من ذلك تبليغ الوحي.

    ويقولون إنه قدر الله ليعلم الناس بشرية الرسول، ألم يكفهم أنه يجوع ويمرض ويُجرح ويأكل ويشرب ويتزوج النساء، ألم يكفهم قول القرآن ببشريته؟!
    ويقول بعضهم أنه قدر الله لكي يعرف الناس كيفية التعامل مع السحر، وهنا يأتي السؤال، كيف تعامل الرسول مع هذا السحر المزعوم لكي نفعل مثله؟ جاءه ملكان وأخبراه بمكان السحر على حسب الرواية، فهل هذا ما يحدث مع الناس؟ هل هكذا نتعامل مع السحر؟ ننتظر أن يخبرنا الملائكة؟

    ويحتج بعضهم على ذلك بقولهم أن موسى سُحر، ولكن قال الله تعالى في قصة موسى (سحروا أعين الناس) ولم يقل سحروا الناس، أي أن موسى لم يُسحر ولكن خُيّل إليه من ألاعيبهم وخفة أيديهم أن هذه الحبال والعصي ثعابين تسعى، وعلى هذا كثير من المفسرين، وقد ذكر ذلك ابن عاشور في التحرير والتنوير، ولهذا لما رأى السحرة عصا موسى علموا أنها معجزة وليست خفة يد، ولو كانوا يستعملون الجن لقالوا أنهم سُحروا وأن موسى سحرهم كما سحروه.
    ثم لماذا لم يستخدم أحد من الكفار ذريعة سحر النبي إن كانت حقيقة ليصد الناس عنه مثلًا، وقد كانوا يحاولون تشويهه بكل الطرق، بل واتهموه بالسحر وبرأه الله، فهل يُعقل أن يُسحر فعلًا ولا يعتبرونها فرصة لإثبات تشويههم.

    وبعد كل هذا نقول مجددًا كل ذلك حديث آحاد ظني الثبوت، فليقارن أولي العقول!

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: