الثلاثاء، 17 مارس 2015

ستة أسباب ترُدّ بها على الفيسبوكييّن المشكّكين بإيمانك إن لم تطعْهم فيما يأمرون


((ستة أسباب ترُدّ بها على الفيسبوكييّن المشكّكين بإيمانك إن لم تطعْهم فيما يأمرون))



تنتشر على صفحات الفيس بوك مثل هذه المنشورات: "أستحلفك بالله أن تضغط لايك على الصورة وتكتب "سبحان الله"، أو "الله يحرق تلفون كل من لم يضغط لايك ويكتب الله يرحمه"، أو "سأعتبرك يهوديا إن لم تضغط لايك وتقول سبحان الله"!! أو "منافسة بين الشباب والفتيات، الشباب يكتبون "أستغفر الله" والفتيات تكتبن "الحمد لله"!!


السؤال: باعتقادكم، هل حقا سنكسب أي أجر من التعليق بكتابة ما تحضّ عليه هذه المنشورات؟


تريّثوا، وقبل أن تقولوا : هذا ذكر الله فكيف لا أجر عليه؟ دعوني أعدّد لكم الأسباب:


السبب الأول:

غلبا -وأقول غالبا حتى لا أظلم- هذه المنشورات هي حيلة من الصفحة لزيادة التفاعل عليها، وبالتالي زيادة انتشارها، ومنشورات الذكر هذه تهدف للإشهار عن الصفحة لا للتذكير بالله... وأسلوب الانتفاع من الدين هذا أسلوب خسيس واستغلال لعاطفة الناس الدينية لنشر الصفحة..


السبب الثاني:

هو أن الله قريب، يسمعك ولا واسطة في الدعاء، يكفي أن تذكر الله حين تقرأ المنشور أو تدعو للمتوفى بالرحمة دون حاجة لكتابة ذلك بتعليق، فهاتفك لن يُحرق، ولن تكون من المغضوب عليهم كما يزعمون!


" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" -البقرة من الآية186-


نعم قريب، فالطريق إلى الله لا يمر بالفيسبوك!


السبب الثالث:

"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"-سورة البقرة من الآية256-


ولا يجوز هذا الإكراه على الذكر..


السبب الرابع:

الصفحات لا تمتلك عداد حسنات متابعيها، ولا تمتلك حساب البشر، وليس لها أن تحكم على الأشخاص بأنهم يهود، أو أنّ لهم عددا معيّنا من الحسنات في حال النشر..!


قال تعالى:

"إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّي"-سورة الشعراء :من الآية 113-


على الله وليس على الصفحات...


السبب الخامس:

لا يحق لك الدعاء على أخيك بالشر لا لشيء إلا لأنه لم يكتب تعليقا...


السبب السادس:

هدف العبادة هو تحقيق التقوى في قلوبنا والدليل:


"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21)"-البقرة-


إذن يجب أن تكون العبادة بخشوع يملأ قلوبنا تقوى، وأن يكون ذكرنا لله كما أُمرنا في الآية:


"واذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَة" الأعراف: من الآية 205-


"يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً"-السجدة: من الآية16-


إذن الذكر والدعاء يكونان بتضرع وخوف من الله وطمع في رحمته وليس كما يدّعون، وكتابة الذكر بتعليق والترديد كالببغاوات بالتعليقات: الله يرحمه.. الله يرحمه.. أو سبحان الله.. سبحان الله... وسيلة لن تُحقق التقوى بقلبك.. إذا كانت لأجل الكتابة ورد الشبهة مثلا!!


(ملاحظة: لا أتحدث عن ردّة الفعل التلقائية منا حين نكتب سبحان الله، بل أتحدث عن الصفحات التي تكاد تقسم عليك وتعتبرك من الضالين إن لم تكتب ما تأمرك به)


الخلاصة: شخصيا لا أحترم أسلوب هذه الصفحات للإشهار عن صفحاتهم، وإذا ذكرتُ الله لست مضطرة لكتابة تعليق..


نعم وألف نعم للتذكير بالدعاء وذكر الله فهذا أمرٌ طيّب.. لا وألف لا للذين يستغلون الدين لنشر الصفحة ويطلبون الذكر بطريقة لا تحترم العقول!!!


لا تكن مثل القطيع! فكر ثم فكر!


هنا.. لهذا المقال لن أستحلفك أن تضع لايك فأنت حُر ولديك عقلك المُفكر وقد يعجبك المقال أو لا يعجبك، وإن كنتُ أحسنتُ فيه فالحمد لله، وإن أخطأتُ فلتقوّمْني عقولكم.


فاطمة أم ثابت

هناك تعليق واحد:

  1. طرح جميل ،
    وأضيف على كلامك أن مثل هذه" بدع" لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها هو وأصحابه ولم يأمر اصحابه بفعلها ..

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: