الأحد، 30 ديسمبر 2012

ماذا يوجد فوق رأس البعوضة؟ التفسير الحقيقي لـ "بعوضة فما فوقها"

13


ماذا يوجد فوق رأس البعوضة؟ وما هو التفسير الحقيقي لآية "بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا

يتناقل أهل المنتديات أمرا يعتبرونه علميا ومصداقا لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة 26)

قائلين بوجود حشرة صغيرة فوق البعوضة لا ترى بالعين المجردة (بالمناسبة لا يقدمون أي صورة لها!)، ووجه الخلاف معهم أنّ (الفوق) هنا ليست (فوق مكان) إنما هي (فوق مقدار وتدرّج).

الآن ما هو تفسير الآية؟

تفسيرها أنّها خبر من الله أنّه يضرب من الأمثال في القرآن ما يشاء ابتداء من أصغر مخلوق تشاهدونه وانتهاء بأكبر مخلوق -هذا هو المعنى وما افترضوه تمحّل وتصنّع-. 

قال الطبري رحمه الله: "وذلك أنّ قول الله جلّ ثناؤه: "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها"، إنما هو خبرٌ منه جلّ ذكره أنه لا يستحي أن يضرب في الحقّ من الأمثال صغيرِها وكبيرِها، ابتلاءً بذلك عبادَه واختبارًا منه لهم، ليميز به أهل الإيمان والتصديق به من أهل الضلال والكفر به, إضلالا منه به لقوم، وهدايةً منه به لقوم آخرين".

و لا يخفى على أحد أن الوصف الدقيق للبعوضة بل لأي مخلوق سيبهرنا [...]، كما نعلم التعايش بين الكائنات فنجد مثلا فوق جلدنا مهما نظفنا توجد بكتيريات، وفوق جسم البعوضة من المحتمل أن نجد كائنات الله أعلم بها.

لكن لا يمكننا أن نلوي يد اللغة العربية، ونطوعها لعامياتنا فنفسر عبارة فما فوقها بالقول أنها تقصد كائنات موجودة فوق جسم البعوضة، فهذا تقويل للقرآن بما لم يقله، والعبارة تعني ما جاء في التفسير أعلاه.

عبد اللطيف أبو جمانة (بتصرف)





فالآية لا تشير بأي حال لكائن فوق رأس البعوضة، فمثلًا: الجراثيم يمكن أن توجد على رأس دبوس، وعلى رأس أي كائن آخر، إنما الآية تعني أكبر منها في العظم أو الصغر قولان للعلماء، وهذه الصيغة جاءت في أحاديث أيضًا، مثل ما في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعًا: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة" فهل يقصد هنا وجود شيء فوق رأس الشوكة؟!

إنما الكلام يعني يشاك شوكة أو أكبر منها، أو حتى دونها إلا كتبت له بها درجة، فالآية تعني إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا بالبعوضة وأكبر منها في صغرها، وقلة شأنها عندكم، أو أكبر منها.

يوسف سمرين
 

هذا والله أعلم.

اقرأ المزيد »

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله لل...

0

لو أردت أن تحصل على معلومة تاريخية عن أمر ما فإلى أي مرجع تذهب؟؟

تحضر الكتاب الفلاني الذي كتبه الدكتور العلاني

لو أردت أن تعرف أمرا ما فيما يخص صحتك؟؟


تذهب وتسأل الطبيب

ولو أردت أن تعرف أكثر عن النحو والصرف؟؟

تسأل مدرس اللغة العربية

و لكن ماذا لو أردت أن تستزيد في ثقافتك الدينية؟؟

فإلى أي مصدر تذهب؟؟

منشورات الفايسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي

هذا هو الجواب!

نعم هذه هي الحقيقة التي أراها أمامي:  بأن معظم الناس هذه الأيام يحصلون على معلوماتهم الدينية من وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة...! 


هل يعقل أن وصل بنا الحد أن نتساهل في أمور ديننا لهذه الدرجة؟؟

ألا نسأل أنفسنا مرة؟

من كتب هذه الرسائل والمواضيع؟


أهو شيخ أم دكتور أم عالم أم متخصص؟ أم أنه ليس أكثر من شخص عادي مثلك مثله بل ربما تعرف أنت في الدين أكثر منه بل ربما يكون لا يعلم شيئا أصلا!

أوصل بنا الحد إلى أن نتعلم عن ديننا من منشورات لا نعرف أكانت صحيحة أم خاطئة؟

يقول صاحب المنشور: أستحلفك بالله أن ترسل لكل من تعرف..

و ينشرها المسكين طالبا الأجر وهو لا يدري بأنه قد يكون حصل على السيئات لأنه نشر معلومة كاذبة أو إشاعة أو أسوأ من هذا كله حديثا مكذوبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم!

هل يكون السبب العجز والكسل في التحري والتثبت والبحث في صحة ما هو مكتوب ((اللهم إني أعوذ بكَ من العجز والكسل))؟

أم أنه يكون برائة طفولية تــحسن الظن بكل ما تقرأ وتعتقد بأن الكذب على دين الله أمر كبير لا يمكن أن يتجرأ على فعله أحد..؟

أم تراه يكون تساهلا في قضايا ديننا؟؟

في الحقيقة يا إخوتي سنحاسب يوم القيامة على عجزنا أو برائتنا الطفولية أو تساهلنا..

"أنا أثق في صديقي الذي نشر هذا المنشور"


وكأني أسمعك تقول هذه الكلمات أخي القارئ.. لكن هل تثق في الشخص الذي أرسل الرسالة لصديقك؟؟

وهل تثق في الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله لصديقك؟؟

و هل تثق في الشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي أرسله للشخص الذي……………… أرسله لصديقك……؟؟


هل تثق في كل هؤلاء؟؟ هل تثق في هذه السلسلة الطويلة من البشر؟؟ ثم هل تعرفهم أصلا؟؟

لسبب أو لآخر ذكرتني هذه السلسلة بسند* الأحاديث النبوية.. وكيف قام علماؤنا بما يسمى "علم الرجال" فكانوا يتأكدون من سند الحديث ومن كل رجل رواه أيكون عدلا ضابطا... إلخ فيجب أن يتصف راوي الحديث بصفات معينة قبل أن تُقبل روايته!

يعني سبحان الله كله من ديننا! ثقافة التثبت التي نتحدث عنها ليست بأمر جديد اخترعناه!

فانتبهوا!

عندما تصلكَ رسالة فإن كنت غير متأكد من صحتها أمامكَ الخيارات التالية:

1) تبحث في صحتها فإن وجدتها صحيحة أرسلتها مطمئن القلب وإن لم تجدها صحيحة حذفتها مباشرة

2) لم تستطع البحث في صحتها لأي سبب من الأسباب فعليك حذفها مباشرة وعدم إرسالها مهما كانت تلك الرسالة لأن مصداقيتها غير معروفة!!


ولا تعتقد بأن تثبتك وبحثك تضييع وقت بل أنتَ تقوم بواجب ديني تؤجر عليه!




*السند هو سلسلة الرجال الذين رووا الحديث (روى فلان عن فلان عن فلان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال...)



اقرأ المزيد »

| مقطع مرئي |