الأربعاء، 7 مارس 2012

رسائل أكل عليها الدهر وشرب

(((عاجـــــــــــل: الليلة من الساعة 12:30 بعد منتصف الليل و لحد الساعة 3:30 صباحاً)))

لو مرّ بك خبر معنون بسطر شبيه بهذه الأسطر السابقة فارمه في سلة المهملات مباشرة غير آسف عليه...!

في عالم فسيح كالإنترنت والذي يرتاده أناس من كل أنحاء الكرة الأرضية، في مثل هذا العالم تصبح الأخبار التي تعطيك وقتا دون تعيين اسم بلد التوقيت، ودون تحديد اليوم والتاريخ بالضبط... تصبح مثل هذه الأخبار مجرد هباء لا قيمة له من الناحية المعلوماتية بتاتا...

نحن لسنا في قرية صغيرة محدودة لننشر للناس خبرا نحذرهم فيه من حدث سيحصل الليلة!!

الليلة؟! ماذا؟؟؟ الليلة؟؟

ليلة أي بلد؟؟ ليلة الجزائر أم ليلة السعودية؟؟ ربما ليلة المريخ!

الساعة 12 بتوقيت من؟؟ بتوقيت مكة المكرمة؟ أم بتوقيت جرينيتش؟؟

في أي يوم من أيام السنة؟ وفي أي سنة من السنوات؟

وفي الحقيقة مثل هذه الأخبار أرجح أن تكون مجرد إشاعات ومعلومات كاذبة، لكن حتى بفرض صحتها فهي في كل الأحوال هباء لا فائدة من نشره، لأن التوقيت غير واضح، وقد يكون الخبر يتحدث عن الليلة التي كانت مرت علينا من أسبوع! أو ربما من سنين حتى!! ولن يعرف أحد، ويظل الناس ينشرون خبرا انتهت صلاحيته وبكل بلاهة!

ومن الأمثلة التي أسوق لكم:

قصة فتاة اسمها "أماندا" كانت مريضة بالسرطان... فأرسل صديق للعائلة رسالة يطلب بها من الناس أن يدعوا للفتاة بالشفاء... وشُفيت الفتاة حقا بعام 1998. لكن المضحك في الأمر أن الرسالة مازالت تدور في عالم الإنترنت ولا ندري فقد يكون هناك شخص ما الآن –وأنا أكتب- يدعو لهذه الفتاة بالشفاء!! (1)

نعم كما لاحظتم هذا عيب رسائل الإنترنت الأزلي:

لا يوجد بها تواريخ وبالتالي لا يدري المرء فقد يكون ينقل خبرا قد أكل عليه الدهر وشرب… فبعد نقرة "زر" واحدة تذهب الرسالة وتنتشر كالوباء ولا يمكن إيقافها أبدا.

أحدهم أخبرني بأنه وصلته رسالة انتشرت منذ أكثر من سنة وهي تتحدث عن "نيّة جماعة بأن تحرق المصحف السبت المقبل!!". وستظل تلك الرسالة تدور ما شاء الله لها أن تدور والكل يقرؤها معتقدًا بأن هناك جماعة ستحرق المصحف السبت المقبل!

أيضا، "قصة معجزة انشقاق القمر" التي فندناها مسبقا مكتوب بها بأن الرجل الذي بالقصة ينوي "خوض الانتخابات المقبلة"! وأنا أتذكر بأن أول مرّة قرأت فيها هذا الخبر كانت منذ أكثر من 7 سنوات على أقل تقدير!! فأية انتخابات مقبلة هذه التي سيخوضها هذا الرجل؟؟


متأكدة بأن هناكَ أمثلة أخرى كثيرة، فقط دققوا فيما يصلكم من رسائل فمؤكدا ستجدون أن من بينها من من أكل عليها الدهر وشرب (هذا إن كانت رسائل سليمة المحتوى أصلا)!


مصادر:

(1) http://www.snopes.com/inboxer/prayer/bundy.asp

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: