في حملتها المستميتة ضد الشركات الاميركية، لجأت بعض المواقع الالكترونية الى بث الاخبار والقصص المشحونة بالاكاذيب، بعضها يروي دس لحوم خنزير وشحومه في الأكل، وأخرى عن مواد مسممة، هدفها القضاء على المواطن العربي، الذي هو زبونها، وأخرى عممت رسوما مزورة نسبتها كذبا لاحدى شركات المشروبات الغازية تقول فيه ان على الاسرائيليين ان يأخذوا ما تبقى من المسجد الأقصى.
كلها حكايات مزورة نشرتها مواقع كبيرة على الانترنت وجزء من حملتها الدعائية لاقناع الناس بما عجزت عن اقناعهم به سياسيا، ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا يشتروا بضائع من شركات اميركية دعما للموقف السياسي المعادي للموقف الأميركي.
وهؤلاء النوابغ يسيرون في درب قديم، درب الحملات الدعائية المضللة التي عندما يكتشفها الناس يصبحون يؤمنون بها مثل ايمانهم باخبار الاذاعات العربية بعد الهزيمة.
هذه الاساليب تضع الناس امام خيارين، اما ان يأكلوا سندويشا مشكوكا فيه سياسيا واما وجبة اخبار مكذوبة، ولا شك ابدا ان الوجبة المشكوك فيها خير من الكذبة الاصلاحية.
ربما يجهل القائمون على نشرات الانترنت تجربة الصحف التي سبقتهم في امتحان السوق والقراء.
فهذا الكم الكبير من الصحف المهملة التي يمر الناس بجانبها ولا يلوون اعناقهم اليها مشحونة بالاخبار لكن عيبها انها بلا مصداقية.
فهل هذا ما تريده هذه النشرات الالكترونية ان تصبح حريتها التي لا تجاريها الصحف الورقية ليست الا حرية في اختلاق الحكايات؟
فنشرات الانترنت وإن كانت تحمل طروحات سليمة في قضايا سياسية كبيرة الا انها تفسده بالدعاوى المكذوبة، وهو كذب ليست في حاجة اليه.
وتفسيري للجوئها الى هذه الحيلة هو رغبتها في ان يكون انتصارها على خصومها سريعا وكاسحا، لكنها لا تعي مسألة هامة، وهي ان هذه ليست معارك يوم وليلة بل تستغرق سنوات طويلة، وبالتالي فان الدعوة الى مقاطعة البضائع المبنية على اكاذيب تذبح الدعوة لا تمنع البضائع.
ويبدو لي ان هؤلاء الطارئين على الاعلام في الصناديق الالكترونية اكتشفوا ان الكذب اهون وارخص واسرع من تقصي الحقيقية او الدعوة لها.
وهذا صحيح فالكذب ارخص ثمنا واقل جهدا من السعي الى تقديم الحقيقة، لكنه لا يؤسس علما او فكرا يدوام الناس على التعلق به. وهذا الاسلوب رأيته في موقع يبدو ان صاحبه اراد به مكافحة التهتك والتبرج كما يقول فاذا به يخترع قصصا عن فساد اليوم يبدو انها تنم عن خيال مريض لا احاديث مصلح غرضه تعميم الفائدة .
بقلم عبد الرحمن الراشد
(جريدة الشرق الأوسط الاحـد 14 جمـادى الثانى 1422 هـ 2 سبتمبر 2001 العدد 8314) (اضغط هنا)
أكاذيب الإنترنت
كلها حكايات مزورة نشرتها مواقع كبيرة على الانترنت وجزء من حملتها الدعائية لاقناع الناس بما عجزت عن اقناعهم به سياسيا، ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا يشتروا بضائع من شركات اميركية دعما للموقف السياسي المعادي للموقف الأميركي.
وهؤلاء النوابغ يسيرون في درب قديم، درب الحملات الدعائية المضللة التي عندما يكتشفها الناس يصبحون يؤمنون بها مثل ايمانهم باخبار الاذاعات العربية بعد الهزيمة.
هذه الاساليب تضع الناس امام خيارين، اما ان يأكلوا سندويشا مشكوكا فيه سياسيا واما وجبة اخبار مكذوبة، ولا شك ابدا ان الوجبة المشكوك فيها خير من الكذبة الاصلاحية.
ربما يجهل القائمون على نشرات الانترنت تجربة الصحف التي سبقتهم في امتحان السوق والقراء.
فهذا الكم الكبير من الصحف المهملة التي يمر الناس بجانبها ولا يلوون اعناقهم اليها مشحونة بالاخبار لكن عيبها انها بلا مصداقية.
فهل هذا ما تريده هذه النشرات الالكترونية ان تصبح حريتها التي لا تجاريها الصحف الورقية ليست الا حرية في اختلاق الحكايات؟
فنشرات الانترنت وإن كانت تحمل طروحات سليمة في قضايا سياسية كبيرة الا انها تفسده بالدعاوى المكذوبة، وهو كذب ليست في حاجة اليه.
وتفسيري للجوئها الى هذه الحيلة هو رغبتها في ان يكون انتصارها على خصومها سريعا وكاسحا، لكنها لا تعي مسألة هامة، وهي ان هذه ليست معارك يوم وليلة بل تستغرق سنوات طويلة، وبالتالي فان الدعوة الى مقاطعة البضائع المبنية على اكاذيب تذبح الدعوة لا تمنع البضائع.
ويبدو لي ان هؤلاء الطارئين على الاعلام في الصناديق الالكترونية اكتشفوا ان الكذب اهون وارخص واسرع من تقصي الحقيقية او الدعوة لها.
وهذا صحيح فالكذب ارخص ثمنا واقل جهدا من السعي الى تقديم الحقيقة، لكنه لا يؤسس علما او فكرا يدوام الناس على التعلق به. وهذا الاسلوب رأيته في موقع يبدو ان صاحبه اراد به مكافحة التهتك والتبرج كما يقول فاذا به يخترع قصصا عن فساد اليوم يبدو انها تنم عن خيال مريض لا احاديث مصلح غرضه تعميم الفائدة .
بقلم عبد الرحمن الراشد
(جريدة الشرق الأوسط الاحـد 14 جمـادى الثانى 1422 هـ 2 سبتمبر 2001 العدد 8314) (اضغط هنا)
أكاذيب الإنترنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق