يعتقد بعض المتدينين أن ديننا الحنيف يحوي إجابات على كل التساؤلات، وأن القرآن شامل لكل العلوم مثل الرياضياتية والعلمية الفلكية والطبية والجيولوجية.. إلخ
وعلى النقيض في الطرف الآخر هناك أصوات تدعي أن العلم يجيب على كل التساؤلات البشرية ويغنينا عن أجوبة الدين وعن اعتقاد وجود إله.. إلى آخر تلك المعتقدات الفاسدة.
لست أدري لمٙ يتخيل البشر أن العلم والدين إن ربح إحداهما فيجب أن يمحى الآخر، ولست أدري لم طرفي النقيض، إن آمنوا بالعلم كفروا بالإله، وإن آمنوا بالإله دحضوا العلم.
لم يخلق الله الكون بهذا الضيق ليسير على منهج واحد، بل هناك مناهج ولكل منهج مجالاته. فمنهجية الإيمان بالله وبالدين لا تستوجب نفي منهج العلم ولا العكس. ولكل منهما مجاله وطاقته.
وعلى النقيض في الطرف الآخر هناك أصوات تدعي أن العلم يجيب على كل التساؤلات البشرية ويغنينا عن أجوبة الدين وعن اعتقاد وجود إله.. إلى آخر تلك المعتقدات الفاسدة.
لست أدري لمٙ يتخيل البشر أن العلم والدين إن ربح إحداهما فيجب أن يمحى الآخر، ولست أدري لم طرفي النقيض، إن آمنوا بالعلم كفروا بالإله، وإن آمنوا بالإله دحضوا العلم.
لم يخلق الله الكون بهذا الضيق ليسير على منهج واحد، بل هناك مناهج ولكل منهج مجالاته. فمنهجية الإيمان بالله وبالدين لا تستوجب نفي منهج العلم ولا العكس. ولكل منهما مجاله وطاقته.
الكلام مجمل؟ سنوضح بأمثلة:
في سيرة ابن هشام ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحصوا لي كم يلفظ الإسلام)
لماذا يحصون عدد المسلمين؟ لمٙ لم ينزل الوحي على رسول الله بعددهم؟؟ أو حتى بعدد الجيوش في الحرب أيضا وعدد القتلى ووو.. إلخ. لِمٙ الصحابة مضطرون للإحصاء؟؟
أليس هذا يؤسس لتعدد المناهج في الإسلام؟ فالرسول عليه السلام لم يعتمد الوحي بهذه القضية.
وكذلك في حادثة تأبير النخل الشهيرة فبحسب الرواية ورد أن رسول الله قال بها: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) رواه مسلم. وورد بها أيضا أنه قال: (إذا كان شيئا من أمور دنياكم فشأنكم به، وإذا كان شيئا من أمر دينكم فإلي) رواه أحمد وابن ماجه
أيضاً نفس التساؤلات، لِمٙ لم ينزل الوحي على رسول الله في هذه القضايا الزراعية؟؟ بل قال لهم الرسول أنه شأنهم. أليس في هذا تأسيس لتعدد المناهج؟؟
وغير هذه المواقف من السيرة التي تؤسس لقبول الإسلام لمناهج أخرى متعلقة بالخبرات الحياتية لا الوحي وإن كانت الإطالة لا تسمح بسردها. ولكن الخلاصة هي أن الإسلام لا يرفض وجود مناهج رياضياتية مثلا أو علمية ولا يدعي أنها من مهام الوحي، فلم ننسب إليه ما لم يقل عنه نفسه؟؟
(الأنبياء لم يقدموا المال للبشرية ، قدموا لهم ما هو أرقى من المادة، قدموا لهم القيم الفكرية والرؤية والهدف والمنهج والصراط المستقيم.) [1]
وعلى طرف النقيض المقابل، إلى أولائك الذين استغنوا بالعلم التجريبي وبمنهجه عن خالق العلم "عن الله جل جلاله".. نسألهم: هل نجد في معامل التجربة إجابة سؤال: لم قتل الأطفال جرم قبيح؟؟ أي مختبر وأي جامعة علمية وأي نظرية وأي دراسة أجريت وأي اكتشاف علمي وأي اختراع يضمن لنا أن سرقة أموالنا ظلم وأن حريتنا الشخصية مطلب وأن العدالة الاجتماعية والقسط مبدأ؟؟؟؟ فلتخبرنا نظريات علمكم التجريبي ومختبراتكم!
أو فلتخبرنا الاكتشافات العلمية: لماذا هو شيء قبيح قتل البيض للسود؟ أو قتل القوي للضعيف بدلا من معاونته؟؟
قد يجيبنا العلم كيف يحدث شروق الشمس وكيف ومم تتكون النجوم ولكنه لا يجيبنا عن سؤال "لماذا؟" لماذا نحن موجودون؟؟ ولماذا الشمس مسخرة لنا؟؟
يجيبنا العلم عن كيف قتل الطفل وما الذي تسبب بموته ويعطينا تقريرا طبيا، لكن ينسى أن يجيبنا: لماذا قتل الطفل ذنب عظيم؟ لماذا؟
العلم لا يكاد يملك أي إجابة دينية أو أخلاقية إنسانية أو فلسفية أو حتى فنية وذوقية وجمالية، إنه فقير بكل هذا، وإن إجاباته مادية فحسب، إذن فلتخبرونا: كيف يُستغني بالعلم التجريبي عن الدين؟؟
والخلاصة أن لا داع لوجود منازعات فلكل منهج مجالاته. فنحن مثلا سنحتكم بالنهاية للأدب في تحديد جمال القصيدة وليس العلم ولا الدين، إننا سنلجأ للطب حين يجرح سامرٌ سعيداً لمعالجة الجرح، ولكننا لن نلجأ إلى الطب لمقاضاة سامر ومحاسبته أخلاقيا على اعتدائه على سعيد. أترون تناقضا بهذا؟؟ إذن سنلجأ للدين في كل قضية دينية وتطور العلم لا يغنينا عن الدين ولا تناقض بينهما. وكذلك الدين والقرآن لم يقولا أنهما كتب فلك أو طب أو يحويان أسسهما ولا تناقض في هذا.
المقال أغلبه مستوحى من كتاب ظاهرة نقد الدين لسلطان العميري (ليس نقلا منه بل مستوحى)
[1]هذه العبارة مستفادة من كتاب وقفات للعقل والروح لعبد الكريم بكار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق