الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

معجزة القطرة القرآنية لعلاج المياه البيضاء


الادعاء: استخلاص مادة تشفي بياض العين من العرق مستوحاة من آية سورة يوسف

حقيقة الادعاء: ادعاء غير صحيح

نص الادعاء الأصلي:


الرد المفصل على الادعاء:

"اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" (يوسف 87)، بحسب هؤلاء القميص فيه عرق، وهذا العرق دخل عين يعقوب ليشفيها! أريد من هؤلاء أن يحضروا لي قميصا ويبلوه بالعرق ثم يلقوه على وجه أحدهم ويفهمونا كيف استطاع العرق دخول العين بهذه الطريقة؟ إلا لو قالوا أن القميص تم عصره فوق عين يعقوب مثلا!!

يقول الأستاذ الدكتور معتز المرزوقي -مستشار الرمد وعضو المجلس الأعلى بالشئون الإسلامية- (2): "ليس من المعقول أن يظل عرق سيدنا يوسف موجوداً بالقميص طوال هذه الرحلة من مصر إلى الشام، وحتى لو فرض أن القميص مملوء بالعرق فهل دخل العرق كله في عين سيدنا يعقوب. كما أن أكثر البلاد إصابة بالمياه البيضاء هي البلاد الحارة والمفروض أن العرق في أعينهم طوال النهار، فلماذا لم يشفيهم عرقهم." اهـ.

"وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" (يوسف 84)، ما معنى جملة "وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ" وهل هي تدل على مرض المياه البيضاء المعروف في وقتنا الحالي بالكاتاراكت؟ ما وجدته في التفاسير أنهم يفسرون هذه الآية بالعمى: "(وابيضت عيناه من الحزن) عمي بصره." (البغوي). فالأمر يحتاج لتحقيق من الناحية اللغوية.

أما من الناحية العلمية فقد بحثت طويلًا وكثيرًا في مواقع البراءات العلمية فلم أجد أي براءة لهذه القطرة القرآنية المزعومة والتي يدعون أنها تشفي من المياه البيضاء (أو الكاتاراكت)، ولو كانت موجودة فإننا نطالب أصحاب هذا الادعاء بالإتيان بالدليل.

وعند البحث في المواقع العلمية المتنوعة فإننا نجد أن علاج المياء البيضاء الوحيد الذي يتم ذكره هو العملية الجراحية ولا نجد أي ذكر لقطرتهم هذه المزعومة (1)، ولو كان صحيحا أنه يمكن علاجها بقطرة لأحدث الأمر ضجة كبيرة، ولوجدنا مجلات أو بحوثًا علمية تذكر الأمر وتهلل له. لكن الحقيقة هذا الخبر غير موجود ولا يذكر إلا في الصحف العربية الهزيلة التي تنشر ما هب ودب، أو في وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات التي يتناقلها الناس دون تثبت.

فمن اخترع هذه الكذبة يضحك بها على الناس؟ وهم يصدقون بسذاجة، وتقرأ تعليقات المساكين على هذا الخبر والذين يسألون: "لو سمحت أين أستطيع شراء هذه القطرة؟ أي صيدلية تبيعها؟ أين أجدها"، يبيعونهم الأوهام.


المراجع:

(1) At a glance: Cataracts, National Eye Institute 

(2) فبركة ما يسمى بقطرة العيون القرآنية أو قطرة العرق، محمد السقا عيد، تاريخ الإضافة: 19/9/2013 ميلادي - 14/11/1434 هجري، موقع الألوكة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قل خيرًا أو اصمت: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

| مقطع مرئي |