الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

القطرة القرآنية حقيقة أم خرافة؟




الادعاء: العرق يشفي بياض العين

القطرة القرآنية أو قطرة العرق اختراع جديد هللت له الصحف العربية فما هي حقيقة هذه القطرة ؟؟

هل هي فرقعة صحفية أم حقيقة واقعة؟
 
الرد العلمي على هذا الإعجاز المزعوم :


تعالى معي -عزيزي القارئ- لنناقش هذا الكلام بالمنطق و العلم ونعرض آراء أهل الذكر بالنسبة لهذا الموضوع من أطباء وعلماء ... لنصل معاً إلى حقيقة هذا الاختراع. و في البداية هناك العديد من التساؤلات وهى :


    - هل العرق الذي بقميص سيدنا يوسف هو الذي شفى والده يعقوب من العمى أو ابيضاض العين ؟؟


    - وهل أي قميص به عرق كان سيلقى على وجه سيدنا يعقوب كان سيؤدى إلى شفائه؟


    - أم لأن سيدنا يوسف نبي؟


    - أم لأنه الابن المفقود الذي تسبب حزن أبيه على فقده إلى فقدان بصره ؟


    - قد كان سيدنا يعقوب عليه السلام نبياً أيضاً فلماذا لم يستخدم قميصه هو ؟؟


    - هل أي عرق يوضع في أي عين يؤدى إلى شفائها؟ ... إلى آخر تلك التساؤلات.


وحرصاً على قدسية الدين والعلم وتقديراً لأهمية إتباع المنهج العلمي السليم عند التدليل على إعجاز الآيات القرآنية, تم نقاش هذه الأسئلة و غيرها علي (صفحة الفكر الديني) بجريدة الأهرام المصرية من خلال صفوة من أطباء العيون وكبار العلماء في ندوة علمية طبية ناقشت على صفحاتها خلال أسبوعين متتالين هذه القضية من أجل الوصول إلى وسيلة تحفظ للعلم والدين قدسيتهما وفى نفس الوقت لا تغلق الأبواب أمام المجتهدين على كافة المستويات.



الأطباء يرفضون هذه القطرة بحجج قوية !!


بعرض هذا الكلام على الأستاذ الدكتور سيد سيف عميد المعهد القومي لليزر ورئيس أقسام الرمد بطب القصر العيني قال سيادته:


(علاج المياه البيضاء ليس له سبيل حتى الآن سوي إجراء الجراحة لإزالة العدسة المعتمة ويمكن زرع عدسة بدلاً منها أو استبدالها بعدسة لاصقة تبعاً للحالة. أما العلاج الكيماوي عن طريق القطرات فلم يثبت صحته حتى الآن. وقد قامت بعض شركات الأدوية الألمانية والأمريكية واليابانية بعمل قطرات من مركبات معروفة لعلاج هذه الحالة لكنها لا تجدي في العلاج.


والحقيقة أنني فوجئت بالكلام المنشور عن طريق قطرة من العرق بل ومستوحاة من القرآن الكريم، فهذا كلام غير علمي بالمرة وحتى إثارته لا تكون على صفحات الجرائد العادية لكن له المسارات العلمية المعروفة، لأن عيون الناس أمانة ويجب أن لا نخون الأمانة... والأخطر من ذلك إقحام القرآن على أنه دليل على صدق القرآن وهذا مالا يقبل أبداً.


أما عن مسألة العرق وما به من مادة البولينا – والكلام مازال على لسان د. سيد سيف - فكنت قد قرأت للدكتور (يورك إلدر) وهو صاحب أكبر موسوعة علمية عن الرمد على مستوى العالم عن إمكانية إذابة عدسة العين في البولينا وبدأ التفكير في عمل أبحاث حول تذويب العدسة كيميائياً، وقام بها الدكتور مصطفى نصار وثبت أنها تسبب التهابات شديدة في القرنية والقزحية (نن العين) فتوقفنا عن هذه الأبحاث خاصة وأن (الليزر) سوف يحل هذه المسائل قريباً إن شاء الله بشكل أفضل كثيراً وأسرع وأكثر أماناً من الطرق الكيماوية).



وأضاف الأستاذ الدكتور طه الشيوى رئيس قسم الرمد بكلية طب القصر العيني... من الناحية العلمية هناك ثلاث نقاط:


    1- هذه المواد التي يخرجها الجسم أدخلها في صورة عرق أو غيره هي مواد سامة يتخلص منها الجسم... فكيف أدخلها له مرة أخرى ؟


    2- كيف تدخل القطرة العدسة الداخلية للعين وبالتركيز المطلوب ؟


    3- حتى إذا فرض أننا أذبنا الجزء المعتم من العدسة هل لن تتأثر الشبكية ؟؟ وأين ستذهب الأجزاء المذابة ؟ كما أن الخلايا المتبقية ستكبر مرة أخرى.



أما الأستاذ الدكتور معتز المرزوقي مستشار الرمد وعضو المجلس الأعلى بالشئون الإسلامية فيبدأ في تحليل الموضوع من الناحية المنطقية ثم يسترسل إلى الناحية الطبية فيقول:


(ليس من المعقول أن يظل عرق سيدنا يوسف موجوداً بالقميص طوال هذه الرحلة من مصر إلى الشام، وحتى لو فرض أن القميص مملوء بالعرق فهل دخل العرق كله في عين سيدنا يعقوب.


كما أن أكثر البلاد إصابة بالمياه البيضاء هي البلاد الحارة والمفروض أن العرق في أعينهم طوال النهار, فلماذا لم يشفيهم عرقهم.


ثم قال ويكاد يُجمع الأطباء على أن عودة إبصار سيدنا يعقوب معجزة بكل المقاييس... وكما نعلم أن المعجزة الإلهية فوق العلوم وفوق كل المقاييس لأنها متعلقة بالله تعالي وبـ "كن فيكون" ,


ثم عرض الدكتور معتز المرزوقي تفسيرين لمسألة شفاء سيدنا يعقوب من أثر قميص سيدنا يوسف عليه السلام نذكر منهما الاحتمال الثاني وهو الأقرب إلى الصواب والذي وافق عليه بعض أطباء الندوة وهو: 


أنه عندما حزن على سيدنا يوسف فقد الإبصار لأسباب نفسية وليست عضوية. وعندما ألقى عليه قميص سيدنا يوسف بما فيه من رائحته التي يعرفها جيداً "وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ" سُّر سروراً شديداً وحدثت له صدمة عصبية مقابلة لصدمة حزنه عليه فأرتد إليه بصره". وهذا يحدث في حياتنا كثيراً ليس فقط بالنسبة للإبصار وإنما لأعضاء الجسم الأخرى كالشلل العصبي وغيره... ثم ينهى كلامه بقوله: وإن كنت أفضل عدم الدخول في تفسير المعجزات بأية تفسيرات مادية).


 [...]



ويقول أ.د ممتاز حجازي أستاذ طب وجراحة العيون بالقصر العيني:


(القول بأن عرق سيدنا يوسف الذي كان بقميصه هو الذي شفى عيني أبيه يعقوب عليه السلام عندما ألقاه على وجهه قول فيه سذاجة شديدة ويتعارض مع العقل والمنطق، لأنه ليس بالضرورة في قوله تعالى "وابيضت عيناه" أن تكون قد أصيب بالمياه البيضاء فقد يكون تعبيراً مجازياً يفيد الكف عن الإبصار، كما أن الكف عن الإبصار قد يحدث نتيجة الحزن أو الصدمات العصبية،


ثم يتساءل د. ممتاز حجازي:


 ومن أين جاء الافتراض بأن القميص كان به عرق ؟ أو أن العرق ظل طوال هذه الرحلة ؟ وكيف لامس القميص العين بدون أن تغلق الجفون ودون أن تصاب العين بقرحة إصابية ؟ وأي مدة ظل فيها القميص ملامساً للعين حتى يصل إلى العدسة الداخلية للعين وبالتركيز الكافي ؟).



ولتوضيح خطأ الآلية التي تعتمد عليها هذه القطرة المخترعة يقول الدكتور مصطفى نصار – مدرس طب وجراحة العيون بجامعة المنوفية بمصر:


(تركيب العدسة الداخلية للعين معجزة لأن الأحماض الأمينية التي يتركب منها بروتين العدسة الداخلية للعين ملفوفة ومغلفة داخل بعضها لحمايتها. والذي يحدث في حالة عتامة العدسة الداخلية للعين أن هذه اللفة تفرد وبذلك تتعرض للأكسدة بفقدها للهيدروجين فتتكون رابطة من مواد جديدة ... هذه الرابطة هي التي تسمى بالمياه البيضاء تتسبب في عتامة العدسة الداخلية. ولعلاج هذه الحالة بدون جراحة لابد من اكتشاف مركب يستطيع كسر هذه الرابطة وإعادتها إلى حالتها الأولى ، وهو أمر في غاية الصعوبة ، ليس هذا فقط بل لابد من إعادة الخلايا إلى وضعها الأول من الالتفاف بعد أن فتحت ...   وهكذا يتضح لنا استحالة علاج المياه البيضاء وكما يدعى البعض بالعرق الذي يحتوى على اليوريا والجيودين على أساس أنهما قادران على إذابة البروتين ... لأن المطلوب ليس إذابة البروتين وإنما المطلوب هو إعادة ترتيب الخلايا إلى ما كانت عليه وكذلك عودة شكلها الملتف).


يتضح مما سبق افتقار ما يُنسب إلى الدين من المنهجية العلمية أو حتى المنطقية، لذلك فإننا نطالب بما طالبت به الندوة في نهاية انعقادها بأن لا تُصنف هذه الأفكار أو هذه الاجتهادات في أبواب الإعجاز وتُنشر كحجة ويقين إلا بعد أن تمر بجميع مراحل البحث والتحليل العلمي من أهل الذكر المتخصصين ومن علماء الدين وبعد أن يقروا حقيقة ما توصل إليه صاحب الاجتهاد... ونؤكد مع هذا أننا لسنا ضد الاجتهاد وحرية التفكير والتأمل ولا نقصرها على فئة معينة أو نشترط شروطاً مجحفة كما يفعل البعض لأن العلم والحكمة هبة وعطاء من الله تعالى... ونحن لا نهاجم كل جديد كما يظن البعض وإلا قفلنا باب الاجتهاد وباب الإعجاز.






إضافة(بخصوص براءة الإختراع المزعومة):


من الملاحظ أنه لايوجد [...] أي إشارة تؤكد صدور هذه البراءة (كرقم أو تاريخ أو مكان إصدار) الأمر الذي صعب علي مهمة البحث عنها في الإرشيف الإلكتروني لمكتب البراءات في واشنطن (Patent office) حيث لم أجد شيئا بهذا الخصوص!!

فهد عامر الأحمدي (المصدر)



وقد بحثت أنا شخصيا عن مثل هذه البراءة في أرشيفات البراءات فلم أجدها، وأطالب أدعياء هذه المعجزة بإيرادها كدليل!





 بقلم:

 د. محمد السقا عيد

المصادر:


 http://e3jaz.way2allah.com/modules.php?name=News&file=article&sid=178

إضافاتنا بالبنفسجي





===

إضافة

===


ماذا تتوقع من حال إنسان له حظٌّ، قلَّ أو كثر، من الثقافة العامة والمحاكمة العقلانية للأمور، يسمع أو يقرأ ما يقوله أحد هؤلاء المسرعين إلى الفوز بالأسبقية، في اكتشاف المزيد من مظاهر (الإعجاز العلمي) في القرآن، عن إعجاز علمي باهر جديد اكتشفه في سورة يوسف، في قوله تعالى على لسان يوسف: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً)[يوسف: 93]. إنه الإعجاز الذي يقرره العلم متمثلاً في الأثر الذي يتركه العَرَقُ المتصبّب من جسم الإنسان، في العين التي غاض عنها نورها فأصيبت بنوع من العمى، ونظراً إلى أن القرآن قد سبق علم العلماء بذلك، وقرر ذلك في هذا الذي قاله يوسف لإخوته، إذن فهو مظهر فريد من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن، إذ إن القميص ليس هو الذي أعاد الرؤية إلى عيني يعقوب، عندما ألقي على وجهه، وإنما هو العرق الذي كان قد تشربه القميص من جسم يوسف!..


إن الإنسان الذي سمع أو قرأ هذا الكلام لا بدّ أن يتساءل: في أي موسوعة علمية أو على لسان أي طبيب أو باحث علمي أو فيما يقرره أي عطار يتعامل مع فنون العطارة ومزايا الأعشاب، ثبت أن عرق الإنسان يحمل هذه الفائدة النموذجية المتميزة للعين العمياء؟.. إنك مهما بحثت، لن تجد ما يؤيد هذه الأكذوبة الصلعاء.. ثم هب أن العرق له هذا التأثير السحري العجيب، فأي أثر منه يبقى على الثوب بعد اجتياز المسافات الطويلة بين مصر والبادية التي كان يقيم فيها يعقوب عليه الصلاة والسلام؟ على أن هذا الوهم الذي نسجه خيال أحد المتسابقين في هذا المضمار، إن افترضنا جَدَلاً صحته، فإنما هو عندئذ إعجاز ليوسف عليه الصلاة والسلام وليس إعجازاً للقرآن.


عندما يصبح إعجاز القرآن مصدراً للكسب

محمد سعيد رمضان البوطي

مقتبس من هنا:

http://naseemalsham.com/ar/Pages.php?page=book&pg_id=3849&back=2717






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: