الأربعاء، 19 فبراير 2014

هل للقلب حقًا ذاكرة؟


"حقائق علمية عن ذاكرة القلب"

هكذا يعنونون لمزاعمهم حيث يقولون أن للقلب ذاكرة! وأن الشخص الذي يخضع لعملية زراعة قلب تظهر فيه مشاعر وأذواق وميول الشخص المتبرع بالقلب!

وطبعًا لا ينسون تأييد كلامهم بآيات قرآنية فيحولوها لمعجزات أثبتها العلم الحديث! فيسوقون آيات كهذه: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا)، وثم تجد التسبيح والتهليل!


الحقيقة: الكلام غير مثبت

التفاصيل:

 بحثت كثيرًا عن صحة هذا الموضوع، ولم أجد أية دراسة علمية معتبرة تثبته، وأقصى ما وجدته هو ظواهر أو ملاحظات متفرقة لا أفهم كيف حوّلوها لحقيقة علمية؟! قصص متفرقة لأناس يدّعون بأنهم اكتسبوا صفات جديدة بعد عملية الزراعة.

نعم، الأمر مازال لا يتعدّى قصصا تُحكى! ونعم، لا يوجد أي دليل علمي على أن القلب يحمل ذاكرة تنتقل بعمليات الزراعة! لم أكن لأعترض عليهم لو تم عرض هذه القصص على أنها ظواهر غامضة تحتاج لمزيد من الدراسة والبحوث، لكن أن تُعرض كحقائق علمية مثبتة، فهو كذب وتلفيق!

وفي الحقيقة من المنطقي جدًا أن تتغير شخصية الإنسان بعد عملية خطيرة يُستبدل بها قلبه بقلب آخر! ليس من الغريب أن يتغير الإنسان أيّما تغير بعد هذه العملية، وليس عجيبًا أن يتأثر بها نفسيًا أيما تأثر! والمريض قد يكون على علم مسبق بشخصية المتبرع، فيتأثر بذلك دون أن يدري... تخيل أنكَ تحملُ قلب شخص آخر بداخلك، ألا يؤثر بكَ ذلك؟ ألا تشعر بفضول ورغبة في معرفة المزيد عن ذلك الشخص؟ ألا تفكر به وأنت تحمل قلبه؟

وقد وجدت أن العمليات الجراحية في حد ذاتها سواء كانت للقلب أو غيره لها أعراض قد تؤثر على عمل دماغ الإنسان (Postoperative cognitive dysfunction)، وفي هذه الحالة قد تتأثر ذاكرة الإنسان وإدراكه وقدرته على الحكم... إلخ. وقد تستمر هذه الأعراض لسنوات.


وعلى كل حال لو أردنا أن نُثبت حقيقة هذه الفرضية (فرضية أن القلب يحمل ذاكرة ومشاعرا وميولا ورغبات) فإن ذلك لا يكون إلا بإقامة تجارب علمية رصينة، وهو ما لم يحصل بعد!

ومما يزيد الموضوع غرابة هو أن هذا الزعم -غير العلمي- لا يتعلق بالقلب على وجه الخصوص، بل هو ادعاء عام شمل كل خلايا الجسم، حيث يدّعون بأن الذاكرة الإنسانية لا تُختزن فقط بالدماغ بل إن باقي خلايا الجسم تحمل ذاكرة هي الأخرى، وطبعًا لا يوجد دليل على هذه المزاعم..

لا أفهم لماذا يتم تسويق هذه القصص على أنها حقائق علمية مثبتة يقينية؟ ولماذا يتم الكذب على القارئ العربي واستثارة عاطفته الدينية؟ ولماذا لا يتم طرح الأمر على أنه افتراض مازال يحتاج لإثبات وتدعيم؟

رجاء ارحموا عقولنا! وتوقفوا عن الكذب باسم الدين والعلم!


المصادر:

http://www.skepdic.com/cellular.html

http://guardianlv.com/2013/06/organ-transplants-cellular-memory-proves-major-organs-have-self-contained-brains/

http://www.medicaldaily.com/can-organ-transplant-change-recipients-personality-cell-memory-theory-affirms-yes-247498

https://www.sciencedirect.com/topics/neuroscience/postoperative-cognitive-dysfunction






إضافة:


 لـ د. هيثم بن أسامة صادق طيب



كطبيب أعصاب نفس وباحث في المجال، يأسرني كل ما يخص الدماغ والعقل والعناية الصحية بمرضى النفس. نما إلى مرآي مؤخرا مقطع من برنامج ومحياي، يصف فيه الدكتور وليد فتيحي (الذي يشكر على جهده الخلاق فعل والمستمر والرائع) أن العقل مقره الرئيسي هو القلب وليس الدماغ، فاستثير العالم في وقررت! تجاوز دهشتي و المشاركة في النقاش الذي يستحق أن يثرى بوجهة النظر العلمية المتكاملة. خاصة و أن المطروح قد يكون له تأثير على وجهة تقدم العناية الصحية باﻷدواء العقلية في منطقتنا وهي عناية قاصرة الى اليوم تحتاج دفعا.

إن مرآي ومرأى المجتمع العلمي العالمي الرئيسي هو أن العقل هو الدماغ ولا شك. سأسوق بعض اﻷدلة غير الخافية على ذلك قبل أن أبدي ضعف اﻷدلة المادية على وجود أي دور سلوكي رئيس للقلب. واﻷهم ربما أنني سأحتج منذ البداية بأننا لسنا بحاجة اللجوء إلى حجج ضعيفة لحماية النصوص الدينية المتعددة التي يستشهد بها في هذا السياق والتي قد يوحي فهم غير مواكب للعلم لها أنها لا تفسر إلا على أن الدماغ محله القلب. لسنا بحاجة لأن النص لم ولن يثبت خطأه، ولكن من يخطئ هو نحن بفهمنا القاصر للنصوص. لو بدا أن هناك تعارض ما بين نص ديني و حقيقة علمية من الدرجة الثابتة أو عالية الاحتمال فإنه ليس علينا إلا فحص فهمنا نحن لا تغير العلم ولا تغيير النص.


إن العلم الحديث المقنن المقبول عالميا يؤكد بما لا مجال للشك أن الدماغ هو أصل الإحساسات والمشاعر والقرارات والسلوكيات. اﻷدلة على علو تحكم الدماغ كثر، يعرضها المرضى بحالاتهم يوميا، شفوا وأثيبوا. لكل سلوك محدد مراكز وشبكات دماغية معلومة، اعتلال ذي يعطب تلك حتما، إثباتا للعلاقة السيادية للدماغ على وظائفه. اﻷمثلة على الوظائف الدماغية الإدراكية والسلوكية كثر. اعتلالات النصف الأيسر من الدماغ تسلب اللغة انتاجا أو فهما.مريض الفص الجداري Parietal Lobe يسلب إدراك الجسد. فلا يعود يعقل أن له ذراعا يسرى برغم اتصالها بجسده (Asomatognosia). والقلب عاطل لا حيلة له. مرضى الفص الأمامي (frontal lobes) أكثر تأثر، إذ تتغير شخصية المرء تماما وسلوكه ليصبح شخصا اخر! مهما سلم القلب لا يعوض ذا العقل المفقود. اعتلال الفص اﻷمامي الخارجي (Dorsolateral prefrontal cortex) يفقد المرء حسن التخطيط والقرار، فيسلم عمله حياته للفوضى! أما أمراض الدماغ الأمامي السفلي (Orbitofrontal cortex) فتجعل المرء فاقدا الكبح هائجا معتمدا على الأفكار الخام والغرائز! والقلب لا يعوض ذلك! أمراض الدماغ الأمامي الداخلي (mesial frontal cortex)، تجعل المرء مسمرا واجما فاقد الدوافع رغم يقظته (Abulia)! والقلب لا ينفع هولاء بدوافع ولا طاقة! حكاية فينيس جيج Phineas Gage، المريض الذي أصيب في حادث بفصه الأمامي فما عاد نفسه إطلاقا بل تحول إلى شخص مبتذل غير لبق فظ، تشهد لدور الفص الأمامي في انتاج السلوك البشري بوضوح. لقد فقد فينيس نفسه برغم سلامة قلبه التامة. بقي الفص الصدغي (temporal lobes)، الذي يؤدي اعتلاله بنوبات الصرع الجزئية مثلا إلى فقدان التحكم في النفس رغم اليقظة الكاملة. استثارة الأميجدالا (Amygdala) (اللوزة) تشعر المرء بمشاعر فياضة من الخوف أو القلق أو الذعر! في الواقع، كل مشاعرنا الطبيعية تنتج من مواقع دماغية. كما الخوف من الأميجدالا، فالحبور من النواة الجدارية (nucleus accumbuns) ومتعلقاتها، والغضب من الهايبوثالامس (hypothalamus) والفص الأمامي، والدهشة صدغية أمامية، وهلم جرا. الحقيقة المقبولة تماما من العلماء هو أنه لا يمكن إطلاقا وجود وعي أو إحساس من أي نوع بدون وجود الدماغ. انظر إلى ضحايا الحوادث وموت الدماغ. يستمر القلب نبضا بلا جدوى. لا شعور له ولا إحساس أو سلوك. ذلك أن العقل ضرب في موقعه. موت الدماغ موت كامل. بموته تندثر شخصية المرء وذاكرته وقدرته على التفاعل مهما نبض قلبه أو جرى دمه أو تدافعت هرموناته.

ماذا عن ما كشفه العلم في العقدين اﻵخرين مما ألقي في برنامج ومحياي؟! إن الغالبية الساحقة من اﻷدلة شبه العلمية المسوقة على دور رئيسي للقلب في العملية العقلية في غضون حلقة ومحياي يمكن نفيها أو إضعافها لدرجة التكهن. أولها ما سيق عن آندرو آرمور مصطلح (القلب الدماغ). أبحاث آرمور يشيع سوء فهمها و استخدامها منذ فترة من قبل فئات معينة من الفلاسفة والروحيين في مختلف الأوساط. آرمور وصف بدقة 20-40 ألف خلية عصبية في نسيج القلب العضلي، ووصف كيفية تحكم القلب ذاتيا في نبضه وضخه وكيفية ارساله معلومات إلى الجهاز العصبي. استدل البرنامج بوجود هذه الخلايا على دور للقلب عقلي. إلا أن أبحاث آرمور لا تفضي أبدا إلى أن أي من هذه الخلايا المذكورة ذات وظيفة حسية أو سلوكية ذاتية واعية غير دورها في تنظيم الضغط والنبض تحت توجيه من الدماغ. ليس في أبحاثه ولا تصريحاته لحد علمي غير ذلك. القلب لا يجعلك تحس بالمحيط الخارجي ولا يخولك أن ترى أو تخاف أو تحب!. هذه وظائف تتطلب أعدادا وأنواعا وأنظمة شبكات لا تتوفر في القلب إطلاقا. في الدماغ ما يفوق مائة مليار خلية، وهو مائتا ألف مرة أكثر مما في القلب. وهي منظمة تنظيما معقدا لا يقارن به ما في القلب إطلاقا. تنظيم الخلايا العصبية وعددها في القلب قاصران حتما عن انتاج اي تجربة انسانية ذات قيمة. لم وجدت اذن؟ المنطق بسيط. بما أن الدماغ مناط به التحكم في شتى أعضاء الجسم فإنه من المتوقع أن يكون له اتصالات مكثفة بها لتسنى له التحكم فيها ويصله أطوارها ليعاير حكمه بما يلزم. دليل ذلك الاتصال الواسع: ليس القلب وحده الذي يحتوي على خلايا عصبية خارج الجهاز العصبي. الجهاز الهضمي مطرز بحوالي 100 مليون خلية عصبية في جداره. لم لم نقل أن العقل مكمنه اﻷمعاء؟ الاجابة نفسها للقلب والامعاء: قصور العدد والنوع والتعقيد وانعدام الشواهد المقنعة. هذه الخلايا مجسات تخدم عمل الدماغ وتتفاعل معه لا تتحكم فيه.


العكس هو الصحيح. الدماغ يحتوي على مراكز واضحة ومحددة تتحكم في اﻷعصاء اﻷخرى، فهذا مركز القلب في النخاع المستطيل وفي المنطقة الجزيرة من قشرة الدماغ، وهذا مركز اﻷمعاء في الطرف اﻷعلى من قشرة تلك الجزيرة. وهناك مناطق للسان والوجه والمثانة واﻷعضاء التناسلية، والقائمة تطول. كل من هذه المناطق فوقي التحكم في أعضائه بالضرورة. اعتلال المركز الدماغي يعطب العضو، شبه ما ينتج الشلل من اعتلال المنطقة الحركية. أما اعتلال العضو الطرفي فهو لا يعطب المركز الدماغي اطلاقا، كما لا تتأثر منطقة اليد في الدماغ لو كسرت تلك اليد. عندما تجتاح نوبة كهربائية صرعية أو خارجية مركز القلب ذلك في الدماغ، يضطرب نبض القلب ببا حيلة له. في نوبات الهلع، حيث يعمل النظام الحافي واللوزة في الدماغ، تتهيج منطقة القلب في النخاع المستطيل فيتسارع القلب قسرا. ومن جهة أخرى لا توجد أي حالة معروفة يتغير عمل الدماغ فيها جذريا بسبب رسائل قلبية. الهرمونات والتروية المذكوران في الحلقة تأثيرهم معروف ووظيفتها أن تساعد الدماغ أن يضبط القلب حسب الحاجة، مسيطرا على ذاتيته. وبذلك تبطل الحجة التشريحية المستندة على حفنة الخلاي العصبية في القلب لا دليل على عنفوانها.

تستشهد الحلقة أيضا بما يدعى أن المرضى مستقبلي قلوب من متبرعين في عمليات نقل القلب تنتقل اليهم خصائص وذكريات وأحاسيس المتبرعين. يؤسفني أن أقول أن استدلالا كهذا ضعيف الحجة والبنية. الاستدلال بحواديت كهذه (anecdotal evidence) أمر شبه علمي، حيث لا تجربة علمية حقيقية فيه. الحواديت أقل مستويات الاستدلال قوة، حيث أن ترجمتها وفهمها خاضعان لأنواع عديدة من حيود الاختيار (selection bias) الى ما يفيد قصة القاص من اﻷحداث. الاستناد الى الحواديت يضعف أكثر اذا كان القاص مشوب المصداقية. استدل ومحياي بلندا رسيك و جاري شوارتز على أنهما باحثان، متغاضيا عن أنهما محضران لأرواح الموتى! فاقدان للثقة واﻷهلية لتطرف أفكارهما وغرابتها ومنافاتها لأي أساس علمي (بل وعقدي اسلامي). أضف الى ذلك تكسب هؤلاء من ادعاءاتهم. جاري شوارتز شاع عنه أنه احتال على اب توفي ابنه فحضر روح الابن في حمام المنزل ثم طالب ب3 ملايين دولار! ادعاء احتفاظ القلب لذاكرة أو احساس لا يزال مرفوضا من المجتمع العلمي كأمر غير محتمل نظريا غير مدلل تجريبيا. هناك العشرات من التفسيرات الدماغية للتغيرات السلوكية التي قد يحس بها مستقبل قلب بديل، كتأثر الدماغ أثناء الجراحة، أو تغير مستوى تروية الدماغ، أو اﻷدوية المصاحبة، أو الوضع المحيط. أما الذكريات والتفاصيل فإلى اﻵن لا يعدو حدوثها مجرد الصدفة غير المثبتة تجريبيا، أو المفسرة بتفسيرات أبسط خافية أو مخفية. سؤال منطقي يغرض نفسه: لو كان للقلب المتبرع به دور حسي أو سلوكي رئيسي، ألم يكن يجدر أن تشعر الغالبية الساحقة من آلاف مستقبلي القلوب بتغير في الذاكرة أو السلوك بدلا أن يشعر بها قلة قليلة يحكي حواديتهم بضع أشخاص قد يكونون منحازين لمنفعة؟

مناطق البحث هذه كلها تدخل في ما يسمى بشبه العلم (pseudoscience). وهذا حقل خصب من الممارسات التي لا تستند حقا الى المنهجية العلمية التجريبية بل إلى الفلسفيات واﻷنماط والتكهنات. من شبه العلم أيضاً التأثير الكهرومغناطيسي المزعوم للقلب أو الكواكب أو اﻵخرين، وهو غير ذي دليل. ممارسات شبه العلم ليست اعتباطية فقط بل قد تكون مضيعة للوقت أو حتى خطرة عمليا. قبل أيام عدة شكا إلى أحد مرضاي أنه دفع آﻻف الريالات ليبحث عن سبب مرض أعصابه الطرفية في أجسام مضادة للجزر والخيار والفجل والجرجير. بالطبع ليس لشبه العلم المتنكر هذا أساس ولا فائدة له لغير جيب بائعه. ما الذي سيحدث يا ترى لو حاد علم أعصاب النفس عن مساره المطرد تقدما في قرن الدماغ فركز على القلب أو المعدة؟ كم من أرواح ستضر؟ كم من أموال ستهدر؟ كم من ملهوف سيستغل؟ إن علينا الحذر الشديد من ترويج نظريات مشكوك في إمكانيتها على أنها تحمل مصداقية معطف العالم أو الطبيب. ما نلفظه مسؤولية نحاسب عليها خاصة لو كان في منبر يصل الكثير. في ما حدث للدكتور أوز الشهير عبرة عندما
وبخه القانون لعدم حذره في ما يقول واستخدامه برنامجه لترويج ادعاءات غير مقننة. ومحياي لا يصل إلى تلك الدرجة ولكن المبدأ ذاته. ربما يجب أن يغكر المجتمع في إخضاع كا يقال إلى منظار المدقق من المختصين بدل ترك السفينة تبحر بلا دقة!

لا يعني انتقادي لدور القلب الموصوف في حلقة ومحياي أن القلب ليس ذا دور إطلاقا في ما نشعر. القلب يرتبط ارتباطا وثيقا بالجهاز الحافي العاطفي(limbic system)، وذلك يجعله أداة يستخدمها الدماغ ﻹنذار وعي المرء أن هناك خطرا أو قلقا أو حبا! هذه نظرية العلامة الجسمانية (somatic marker hypothesis). تسارع القلب أو تباطؤه أو اﻷلم منه صار مرتبطاً بتعريفنا لما نعتبره خوفا أو غضبا أو حبا. لذلك تهيأ لنا أن القلب هو منتج هذه الأحاسيس قبل تعرفنا على دور أنظمة الدماغ اﻹعجازية في تنظيم أوركسترا العقل والجسد وتكوين وعي اﻹنسان. معلومات كهذه، مثبتة تجريبيا، هي ما يجب أن نستخدمه لفهم نصوص القرآن والحديث. سعينا لقلب فهمنا للعلم أو تخيل علم ليس موجودا لكي نثبت مفهوما ما لنص ديني خطأ سيجعلنا والنصوص أنفسها محط انتقاد والعياذ بالله. النص لا يخطئ. والعلم المقنن الثابت لا يخطئ كذلك. لكن العلم يتغير، أما النص ثابت لا تغيير فيه. لذلك فإن فهمنا للنص هو الذي يجب أن يكون محط الانتقاد بمجهر العلم. فلنتوقف عن تشويه العلم لنحافظ على ترجمة نص ديني، ﻷن ابنهاية قد تكون تشويه النص لا الحفاظ عليه. لابد أن تعريفنا لما يطلق عليه عقل وقلب غير دقيق. ربما تكون النصوص تصف دور القلب الذي وصفته أعلاه بدون أن تقنضي بالضرورة فوقية للقلب. والاحتمالات كثر على المفسرين حرثها بعد فهم العلم بمساعدة المختصين. فلشحذ أذهاننا ونفهم النص بدقة بتعاون بين علماء الدين اﻷفاضل وعلماء المختبر، فلا طريق غير ذلك، وإلا بدونا كأننا لا نزال ننعت اﻷرض أنها منبسطة مسطحة غير اهليليجية الى اليوم، وكأن على قلوب أقفالها!

والله من وراء القصد.

د. هيثم بن أسامة صادق طيب
استشاري المخ وأعصاب النفس وتخطيط الدماغ
أستاذ مساعد - كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز

 

هناك 12 تعليقًا:

  1. بخصوص ذاكرة القلب ياريت ادقق بالموضوع اكثر ...لانة في حقائق تثبت عكس الي انت كاتبه

    ردحذف
    الردود
    1. كل ما ننشره بعالم الأكاذيب مدعم بمصادر :)
      أنصح بمراجعة تلك المصادر للتأكد من مصداقية ما ننشره
      وأتمنى أيضا إيراد مصادر تثبت مصادقية ما تقولين
      أنت تقولين هناك حقائق تثبت العكس
      أين هي هذه الحقائق وما مصادر مصداقيتها؟
      بارك الله فيك

      حذف
  2. الرجاء التاكيد من موضوع ذاكرة القلب لوجود حقائق عكس المنشور في هذه الصفحة

    ردحذف
  3. بخصوص ذاكرة القلب ياريت ادقق بالموضوع اكثر ...لانة في حقائق تثبت عكس الي انت كاتبه

    ردحذف
  4. J.ANDREW ARMOUR,MD,PhD* Center of
    Research Hôpital du Sacré-Coeur Université de Montréal Montréal,Québec,Canada

    ردحذف
  5. رد دكتور هيثم جيد ويبدو مقنعا، لكن لي عليه ملاحظات، أرجو أخذها بعين الاعتبار:
    1- العلم يتطور كل يوم، ويمكن أن يكتشف غدا ما نجهله اليوم تماما، وما يبدو لنا مجرد أوهام، فعلينا أن نبقي عقولنا منفتحة لهذه الاحتمالات
    2- يعتمد الدكتور هيثم في مناقشته على أن العلم أثبت بالدراسة التجريبية سيطرة مراكز معينة من الدماغ على عمليات عقلية معينة، وسؤالي: هل هذا ينفي احتمال وجود قوة أعلى من الدماغ، هي التي توجهه ليسيطر على هذه المراكز، قوة لم تكتشف بعد؟
    3- يعتمد الدكتور هيثم في مناقشته على أن العلم أثبت ان بعض العمليات العقلية والحسية والعاطفية تضطرب وتتأثر في حالات اصابة مراكزها المسيطرة في الدماغ، بل وتتوقف في حالة الموت الدماغي مع ان القلب يستمر بنبضه بشكل طبيعي، ويثبت من هذا ألا علاقة للقلب بهذه العمليات.. وسؤالي: ألا يحتمل ان يكون الدماغ هو نائب المدير لهذه العمليات، وهو الطريق الوحيد لبسط سيطرة القوة الأعلى على هذه العمليات، بحيث اذا تلفت هذه المراكز في الدماغ انقطعت الصلة بين القوة الأعلى وبين هذه المراكز فتوقفت هذه العمليات، كما يحدث في حالة تقطيع الأعصاب الحركية او الحسية للساق مثلا، أو تلف النهايات العصبية فيها، فإنها تفقد الاحساس أو الحركة، رغم سلامة المراكز المسيطرة عليها في الدماغ، وذلك لتلف الطريق الموصل لهذه الأوامر..
    هذه مجرد تساؤلات أضعها لكي نبقي عقولنا مفتوحة لكافة الاحتمالات .. فالعلم يتقدم كل يوم
    لكن المقال حوى اعتراضات وجيهة، اهمها الاستناد الى شهادات غير موثوق بها لأشخاص لهم مصلحة في اشاعة هذا النوع من الاخبار وعدم التحقق من مصداقيتهم، وهو امر لا ينبغي ان يفوت من يبحث عن الحقيقة العلمية
    فجزاه الله خيرا، وجزاك الله خيرا يا زينب

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك يا ماما هادية سعيدة بحضورك
      هو كما قلت العلم يتطور كل يوم
      لكننا نتحدث عن الحاضر لا المستقبل وحين ياتي الغد باكتشافات جديدة فسيكون لنا رأي مختلف
      وكما ترين كون الأمر لا يزال غير مثبت وفي نطاق فرضيات يجعله غير مناسب لتفسير القرآن به
      والله أعلم

      حذف
  6. ردا على الدكتور هيثم رجاءا الرجوع الى ابحاث معهد رياضيات القلب بكاليفورنيا وهو ذو مصداقية كبيرة وبه فريق من العلماء تحت اشراف الدكتور ماكارتي الذي عمل عشرة سنوات بنازا هذه الأبحاث أثبتت أن القلب يتفاعل مع الأحداث قبل تفاعل الدماغ معها.

    ردحذف
  7. رائع دكتور

    ردحذف
  8. مجهود رائع دكتور هيثم

    ردحذف

| مقطع مرئي |

اكتب عنوان بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا: